الخميس، 5 يناير 2012

لغة النحل the language of bee


  للنحل لغة ايضا 


مقدمة 


للنحل لغة
يعتبر سلووك التواصل بين الحيوانات من اهم انماط السلوك الحيواني كما يعد اساسا هاما من اسس التكيف والتنظيم الاجتماعي لدى الحيوانات 


ويذهب المفكرون الي ان اللغة نظام اجتماعي مثل سائر الانظمة الاجتماعية وتعرف اللغة على انها اصوات او اشارات او رموز وليست اللغة هي الالفاظ المكتوبة وحدها وانما يضاف اليها الاشارات والتعبير بالوجه والاصوات وجوهر اللغة والرموز وما تدل عليه هذه الرموز التي قد تختلف من تنظيم الي اخر
ويفرق العلماء بين اللغة واللسان 
فاللغة لفظ عام يدل على الاداة التي يستخدمها الفرد لنقل افكاره وارائه وهي اما إشارات أو حركات باليدين والمنكبين واما إشارات ضوئية وهي الاصوات غير المقطعية وغير الملفوظة 



اما اللسان فهو عبارة عن الحركات الصوتية ذات المقاطع التي نسميها الكلام 


والصوت هو المؤثر الخارجي الذي يؤثر في الاذن فيسبب الاحساس السمعي وتطلق كلمة الصوت على الاهتزاز الذي يحدث في الوسط وتلتقطه الاذن المؤهلة لذلك 


الفرق بين لغة الانسان ولغة الحيوان 
يرى البعض ان الانسان صورة منفردة في عالم الحيوان بإسره ويرى البعض الاخر ان هناك حقائق كثيرة تدل على ان مناهج الحيوانات حتى الدنيئة منها هي صور بدائية لمعظم الخصائص الاساسية ولكن توجد فروق بين اللغتين هي


1- التواصل البشري صوتيس وبعض الطيور فقط تواصلها صوتي 
2- نبراتالصوت تعبر عن الحالة العاطفية للانسان اكثر مما تعبر عنه الفاظه وبعض الحيوانات يمكنها ذلك ايضا
3- لغة الانسان تنفرد بإمكان إستخدامها في إعلام الناس بموضوعاتأو أحداث خارجة عن ذات المتكلم أما النحل....... فيمكنه ذلك عندما يعلم باقي افراد الطائفة عن مصدر الغذاء الذي اكتشفه 
4- الكلام الادمي يتخذ منه جانب من الرموز يستخدم في حل المشكلات والقردة تحل الرموز بطريقة اخرى هي ادراك حسي من نوع ما 
5- الاإنسان يحول اللغة إلي رموز غير صوتية ( الالفاظ المكتوبة) والذئاب واللواحم تسم او تقوم بتعليم الاشجار والاعمدة بعلامات معينة 
6- لغة الانسان ليست مورثة بل مستقلة الي حد كبير بعكس لغة الحيوانات فإنها مورثة عدا القليل منها 




لغة النحل the language of bee


التنظيم الاجتماعي في خلية النحل يفوق اي تنظيم في سائر الحشرات بأكملها من حيث التعقيد والثبات ولقد جذب نحل العسل العلماء والهب خيالهم منذ أقدم العصور التاريخية كما ان لنحل العسل بالذات توزيعا للعمل قائما على العوامل البيولوجية ففي الخلية يوجد ثلاث افراد تتميز بيولوجيا هي الملكة والشغالة والذكر 


ويعتبر العالم فون فريش اول من فتح مجال الدراسة في هذا الصدد واستطاع اماطة اللثام عن كثير من الحقائق التي توضح كيفية تفاهم افراد النحل وكيف يمكن للنحل الكشاف ان ينقل الي بقية افراد الطائفة او باقي افراد الخلية المعلومات والحقائق عن مصادر الرحيق وحبوب اللقاح واتجاه الوصول الي هذه المصادر وبعدها او قربها من مسكن النحل ( الطائفة او الخلية ) 


ويتناقل افراد نحل العسل المعلومات الخاصة بوجود مصادر الطعام بهزات للبطن متتابعة من الحركات الخاصة فعندما تعثر نحلةشغالة على مصدر الطعام للطعام ( رحيق الازهار ) 
او حبوب لقاح فأنها تحمل بعضه وتعود إلي الطائفة ( الخلية ) ثم تقوم برقصة امام السطح الرأسي للخلية فإذا كان مصدر الطعام قريبا من موقع الخلية كانت الرقصة دائرية بسيطة في اتجاه عقارب الساعة اما اذا كان مصدر الطعام بعيدا فإن النحلة تقوم برقصة على شكل الرقم 8 بمعنى انها تدور اولا في اتجاه عقارب الساعة ثم تعكس الاتجاه في عكس عقارب الساعة وفي اللحظة التي تبدا فيها تغيير الاتجاه تقوم بعدة حركات اهتزازية للبطن وتكرر هذه الدورات والحركات عدة مرات تختلف باختلاف بعد مصدر الغذاء عن الطائفة او الخلية 


وقد وجد العالم فون فريش ان هناك علاقة عكسية واضحة بين عدد الدورات وعدد هزات البطن من جهة وبين بعد المسافة التي يقع عندها مصدر الطعام من جهة اخرى فإذا كان البعد 
200 متر كان متوسط عدد الدورات هو 8 دورات في 15 ثانية وإذا كان البعد 500 متر كان متوسط عدد الدورات 6 دورات فقط


وإذا كان المصدر يبعد 100 عن الخلية او الطائفة ...... فإن الشغالة تقوم بعمل عدة دورات تتراوح بين 9 -10 دورات 15 ثانية وكذلك اذا كان البعد 1000 م ( كليو متر تقريبا ) يكون عدد اللفات من 4 -5 لفات في 15 ثانية 


اما فيما هو ابعد من 1500 متر او نحو ميل واحد تقريبيا ..... فإن ذلك يعتبر من الناحية العلمية أقصى مدى تستطيع الشغالة ان تبلغه في سعيها لجمع قوتها وفي بعض السلالات يصل اقصى مدى الي مسافة 500 متر كم ويكون عدد اللفات لفتين فقط 


فإذا كانت النحلة متجهة الي اعلى في اثناء رقصها الاهتزازي كان مصدر الطعام في نفس اتجاه الشمس اما اذا كانت متجهة الي اسفل كان المصدر في الاتجاه المضاد للشمس واتجاه الرقص لا يكون الي أعلى تماما او الي أسفل تماما وإنما يحدث بزاوية معينة جهة اليسار او جهة اليمين فإذا كان اتجاه الرقص جهة اليسار بزاوية معينة فإن المصدر الغذائي يقع على يسار الخط الوهمي الممتد بين الشمس والخلية وإذا كان الرقص جهة اليمين وقع مصدر الغذاء يمين الخط الوهمي الممتد بين الشمس والخلية وبنفس الزاوية تقريبا 


وتلتفت الشغالات حول النحلة الراقصة ويلامسنها بقرون استشعارهن فتعطيهن بعض الرحيق الذي جمعته فيساعدهن ما يتميز به هذا الرحيق من رائحة على سهولة تعرف المصدر وعندئذ تندفع الشغالات خارج الخلية مهتدية بالمعلومات التي امدتها بها النحلة الراقصة او النحلة الكاشفة عن مصدر الطعام ( الرحيق - حبوب اللقاح )


ومن الممكن لنحل العسل ان يحدد اتجاه المصدر حتى في حالة وجود سحب كثيفة تحجب الشمس وذلك لحساسية نحل العسل الشديدة للاشعة فوق البنفسجية الصادرة من الشمس والتي تخترق السحب وتستقبها النحلة 


وقد اهتم العديد من الباحثين بالدراسات المتعلقة بلغة النحل وتمكنوا من الوصول الي كثير من المعلومات في هذا الميدان فامكن تعرف انواع اخرى من الرقص منها الرقص الاهتزازي ورقص السحب وارقص الدائري والرقص التحذيري ولكل من هذه الرقصات مدلولها واهدافها 


كذلك وجد ان لكل سلالة من سلالات النحل طريقة خاصة في الرقص وسرعة الاداء فالنحل الكرنيولي مثلا يختلف عن الايطالي و المصري وهذا يدعم النظرية القائلة ان لكل سلالة جغرافية طريقتها الخاصة في التفاهم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...