تاريخ وتطور تربية نحل العسل
نحل العسل |
- تشير تقديرات العلماء والمبنية على استنتاجات من خلال دراسة الحفريات والأثآر والصور والنقوش والتي دونها الإنسان إلى أن علاقة الإنسان الأول بالنحل ترجع إلى حوالي مليون سنة ، حيث كان الإنسان في ذلك الوقت يعتمد كليا على المصادر الطبيعية من نبات وحيوان للحصول على الغذاء والكساء . ومن نشاطاته في الحصول على الغذاء السطو على أعشاش النحل البرية لجمع العسل .
- يرجح أيضا أن العلاقة بين الإنسان الأول والنحل قد ظهرت أولا في بعض المناطق بآسيا (الهند) ثم أفريقيا (روديسيا وجنوب أفريقيا) منذ 600,000-8000 سنة فأوروبا منذ 8000-4000 سنة .
-من العلماء الذين اهتموا بدراسة تطور تربية النحل عبر عصور التاريخ وحتى الآن العالمة الانجليزية ايفا كرينEva Crane والتي قامت برحلات عديدة لمختلف أقطار العالم خاصة المناطق التي تعتبر الموطن الأصلي للنحل ثم وضعت من خلال رحلاتها ودراساتها تقسيما لمراحل تطور تربية النحل كما يلي :
I - المرحلة الأولى تتضمن كل ما عرف عن النحل حتى عام 1500 ق.م. :-
كان النحل خلال هذه الفترة الطويلة يعيش معيشة برية متخذا من الجبال والأشجار والكهوف سكنا له ، وكان الإنسان يسطو على الأعشاش البرية لأخذ ما بها من عسل وربما قام بحرق النحل أو قتله أو طرده ثم جاءت فكرة المحافظة على الطوائف بإسكانه في خلايا ووضعها في أماكن خاصة تعرف بالمناحل .
- تشير الأثآر والتي يرجع تاريخها إلى 2500 سنة ق.م. أن الإنسان المصري القديم قام بتربية النحل في نوع بسيط من الخلايا الاسطوانية الشكل صنعت من الطين بطول 35 سم مع وجود فتحة أمامية لسروح النحل كما تشير الرسومات والنقوش إلى أنه استعمل الدخان لتهدئة النحل عند جمع الأقراص وأنه مارس النحالة المتنقلة أو المترحلة باستخدام القوارب حيث كانت تتجه هذه القوارب من مصر السفلى إلى مصر العليا حيث الإزهار المبكر للنباتات بمصر العليا ثم تتجه عائدة إلى الشمال عند بداية التزهير بمصر السفلى .
- في المناطق الجنوبية من أوروبا أهتم اليونان والرومان 750 ق.م. بتربية نحل العسل واستعملت خلايا من الطين أكبر حجما من تلك التي استعملها القدماء المصريين ، وبانتشار النحل في شمال القارة الأوربية 100 ق.م. حيث الغابات الشاسعة تنوعت تصميمات الخلايا بما يلائم كل مجتمع فصنعت الخلايا من جذوع الأشجار بعد تجويفها وقطعها بأطوال معينة وغلق الخلف والأمام فيما عدا فتحة صغيرة لسروح النحل . صنعت كذلك خلايا من طين على هيئة قدور أو على هيئة أنابيب اسطوانية وفي بعض المجتمعات الزراعية استعمل القش بعد جدله في صنع خلايا متعددة الأشكال (على هيئة سلال ) وكانت في الغالب صغيرة الحجم بحيث تحمي النحل من المؤثرات والعوامل الخارجية وتوفر له الحماية من الأعداء ولم يكن يطمع المربي حينها إلا في الحصول على مقدار ضئيل من العسل .
- بدأ الاهتمام العلمي بنحل العسل بدراسات أولية وملاحظات عن طباعه وتربيته منذ العصر اليوناني والروماني واليهم يرجع الفضل في التوصل إلى كثير من المعلومات والحقائق حول نحل العسل.
- أشار أرسطو (384-322 ق.م.) إلى أن هناك ثلاثة أنواع مختلفة من النحل بالطائفة، وهي التي عرفت فيما بعد بالذكور والشغالات والملكة. لاحظ أيضا أن النحل يقوم بجمع حبوب اللقاح إلا أنه كان يعتقد أنه شمع النحل. ووصف عملية بناء الأقراص الشمعية بدقة، كما لاحظ جمع النحل للماء وتقسيم العمل بين أفراد الطائفة وذكر أن اليونانيين استعملوا خلايا القش في تربية النحل.
- اشتهر في عصره أيضا وما بعده بقليل مجموعة من العلماء والذين أضافوا الكثير من المعلومات حول نحل العسل.
II- المرحلة الثانية وهي الفترة التي تقع ما بين 1500-1850 م :
شهدت هذه الفترة تطورا ملحوظا في تربية النحل حيث توالت الأبحاث والدراسات من أوروبا وأمريكا على يد كثير من العلماء لتكشف المزيد من أسرار هذه الحشرة ومعرفة طرق تربيتها وتحسين إنتاجها.
- في ألمانيا تمكن العالم جيكوب عام 1586 من معرفة أنن النحل يمكنه تربية الملكات من البيض أو يرقات الشغالة الصغيرة السن.
- في بريطانيا أشار بتلرعام1609 إلى أن الشغالة عبارة عن إناث ولاحظ وجود قشور الشمع على جسم النحلة.
- في بريطانيا أيضا نشر سيسي عام 1625 بعض الحقائق والرسومات عن النحل كما أشار رمننت عام 1637 إلى أن الشغالات إناث عقيمة.
- في هولندا نشر العالم سوامردام عام 1732 دراسات عن دورة حياة نحل العسل.
- في ألمانيا قام بوستك عام 1749بوصف عملية إنتاج الشمع.
- في بريطانيا تمكن دوبس عام 1750 من معرفة أهمية حبوب اللقاح للنحل.
- في النمسا عام 1771 تمكن جانشا من وصف طريقة تلقيح الملكات.
- في بريطانيا أشار سبرنجل عام 1793 إلى أهمية نحل العسل في تلقيح الأزهار.
- ومن العلماء البارزين في هذه المرحلة العالم السويسري هوبر(1750-1831) وكان كفيف البصر وتوصل إلى الكثير من المعلومات عن نحل العسل بمساعدة زوجته.
* فأشار إلى أن درجة الحرارة في منطقة الحضنة ثابتة تقريبا حول 34 م. *وأشار إلى أهمية التهوية داخل الطائفة وأنها تتم عن طريق تحريك الحشرة للأجنحة.
* وأكد على أهمية حبوب اللقاح لنمو اليرقات .
*وعرف أن الملكات تلقح في الهواء أثناء طيرانها.
*وهو أول من صنع خلية خشبية ذات إطارات متحركة عام 1789 وصممت على هيئة تشبه صفحات الكتاب.
- ثم جاء العالم البولندي دزروزن واكتشف ظاهرة التكاثر البكري أي التكاثر بدون حدوث إخصاب للبويضات وأن ذلك يظهر عند إنتاج ذكور نحل العسل كما أكتشف بعض الأمراض التي تصيب النحل في عام 1848 م.
-بالإضافة إلى ما ذكر أجريت محاولات علمية عديدة والكثير من التجارب للوصول إلى أفضل طرق التربية بحيث تجمع الأقراص دون الإضرار بالنحل والمحافظة على الطائفة. أدى انتشار النحل في العالم الجديد (أمريكا) وجهود كثير من العلماء فيها أيضا إلى الإسهام بدرجة كبيرة في تقدم تربية النحل .
III - المرحلة الثالثة من بعد عام 1850 وحتى اليوم :
خلال هذه الفترة حدث تطور كبير ونهضة واسعة في تربية النحل في أرجاء العالم وكان من أكبر علماء الفترة المبكرة من هذه المرحلة العالم الأمريكي لانجستروت والذي يلقب بابي التربية الحديثة للنحل والذي عاش في الفترة من 1810-1895 م ومن أهم ما توصل إليه اكتشافه للمسافة النحلية ومقدارها من 7-9 مم وهذه المسافة تسمح بتحرك النحل دون الاحتكاك ببعضه وبناء على هذا الاكتشاف صمم خليته المعروفة باسمه اليوم وهي خلية خشبية ذات إطارات متحركة والتي توفر هذه المسافة بين الإطارات وبين أجزاء الخلية الأخرى .وقد لاحظ لانجستروت أنه إذا اتسعت المسافة أكثر من ذلك فإن النحل يسرع في بناء الشمع في هذه المسافة ، وإذا ضاقت عنها تعذر المرور بين الأقراص الشمعية وأصبحت هذه المنطقة مرتعا لتجمع القاذورات وضعف التهوية وقد قام لانجستروت عام 1853 بنشر أول طبعة من كتابه المعنون باسم الخلية ونحل العسل ضمنه كل ما وصل إليه من معلومات حول النحل ولا زال هذا الكتاب يصدر بطبعات مجددة من قبل علماء آخرين حتى اليوم ويعتبر من أهم المراجع في تربية النحل.
-تمكن العالم الفرنسي كولن عام 1856 من تصميم حاجز الملكات الذي يحفظ الملكة في صندوق التربية وبالتالي لا يسمح لها بوضع البيض في العاسلات.
-تمكن العالم الألماني مهرنج عام 1857 من تصميم وصنع لوحات من الشمع الأساس وبتثبيتها داخل الإطارات الخشبية ساعدت هذه الأساسات الشمعية على انتظام بناء الأقراص الشمعية الأمر الذي ترتب عليه سهولة فحصها وتوفير مجهود النحل في بناء الأقراص الشمعية .
-صمم العالم النمساوي هروشكا عام 1865 جهازا لاستخلاص العسل وهو الفراز الذي سهل بشكل كبير وسريع عملية استخلاص العسل من الأقراص الشمعية دون تكسيرها وإعادة استعمالها مرات عديدة .
-صمم أول نوع من المدخنات لدفع الدخان باتجاه النحل بواسطة مربي نحل محترف يدعى موسى كوينبي عام 1875 وكان ذلك في أواخر حياته ولم يسجل هذا الاختراع ثم أدخل عليه بينجهام بعض التحسينات وسجله باسمه عام 1877 وبقيت خصائص هذا التصميم حتى يومنا هذا إلا أن الاختلاف في الحجم والجودة قد تطور منذ ذلك الوقت.
وهكذا تتابع العلماء في تقديم ونشر نتائج دراساتهم وأبحاثهم حول سلوك النحل وطباعه ونشاطاته داخل وخارج الطائفة ودراسة بيولوجيا وفسيولوجيا الأجهزة المختلفة في النحل. ومن العلماء المتأخرين الذين درسوا سلوكيات النحل العالم النمساوي فون فرتش والذي نال جائزة نوبل للعلوم عام 1973 لدوره في اكتشاف ما يعرف بطرق الاتصال والتفاهم بين أفراد طائفة النحل أو لغة النحل كما بينت الكثير من الدراسات والأبحاث دور الفرمونات في سلوك النحل.ولازالت الدراسات والأبحاث حتى الآن جارية لمعرفة المزيد حول هذه الحشرة المباركة النافعة.
يمكنكم الاطلاع على هذه المقالات
العسل
العسل - تركيب العسل ( عسل النحل ) - تصنيف العسل - منتجات عسل النحل - غش العسل - تميز العسل الحقيق
مكافحة فئران بمكة
ردحذفشركتنا من افضل الشركات المتخصصة في مكافحة فئران بمكة و معها سوف تستطيع ان تصل الي افضل النتايج فقط عليك الاتصال بنا وسوف نساعدك في اسرع وقت ممكن نحن الافضل في مكافحة حشرات بمكة و مكافحة قوارض بمكة
مكافحة قوارض بمكة
https://elbshayr.com/3/Pest-control